بركة الحصاد المائي تقلل من تكلفة الري
يكافح حسن (33 عامًا) من أجل إعالة أسرته المكونة من 6 أفراد، ويواصل التدريب واكتساب المهارات من أجل تحسين الزراعة في حقله الواقع في جنوبي قطاع غزة.
مع شقشقة كل صباح يتوجه الرجل إلى حقله البالغ مساحته 3.3 دونمات شرق مدينة رفح، لكنه يعتمد على زراعة الدفيئات المشيدة على 1.3 دونم من الأرض، أي على قرابة ثلث مساحة حقله فقط، ولا يستفيد من المساحة المتبقية في الزراعة المكشوفة، نظرًا إلى ملوحة المياه وارتفاع أسعار المبيدات.
يعتمد حسن على أبنائه وبعض العمال خلال موسم الحصاد، ويقول: "بالكاد يمكن تحقيق عائد مادي من وراء زراعة البندورة في حال تصديرها إلى الأسواق الخارجية عبر معبر "كرم أبو سالم" الواقع عند الحدود بين قطاع غزة ودولة الاحتلال ومصر.
واجه المزارع الفلسطيني سيلًا من المصاعب خلال السنوات الماضية في أثناء فلاحة حقله، بينها التسريب المتكرر في بركة المياه المشيدة من النايلون وارتفاع أسعار المياه، إذ يصل سعر الكوب الواحد في جنوب القطاع إلى 2 شيقل إضافة إلى ارتفاع نسبة ملوحة المياه التي تصل إلى 2400ppm ناهيك عن الإصابات الحشرية المتكررة التي كانت تضرب زراعته في معظم الموسم.
لجأ حسن إلى زراعة البندورة نظرًا لتحملها ملوحة المياه، رغم أنه يتطلع إلى زراعة الشمام والخيار، وكلاهما يحتاجان إلى مياه عذبة قليلة الملوحة ويحققان عائدًا ماليًّا أفضل من زراعة البندورة.
تَعرَّف حسن على مشروع "تعزيز صمود صغار المزارعين والمجتمعات المتضررة من الأخطار الطبيعية والأزمات الممتدة والمتعددة الأوجه"التي تنفذه جمعية الإغاثة الزراعية عبر مطالعته الشبكة العنكبوتية على الإنترنت.
يقول: "أتابع باستمرار صفحة الإغاثة على الإنترنت، وعندما أُعلِن عن المشروع، ووجدتُ أن الشروط تنطبق عليَّ، قررتُ على الفور التسجيل، وعشت لحظات ترقب وحذر إلى أن جاءت الموافقة على طلبي والاستفادة من خدمات الجمعية".
ويوضح حسن أنه استفاد على الصعيدين التدريبي والمادي، إذ إنه حصل على تدريب متقدم من قبل طواقم الإغاثة الزراعية حول كيفية استخدام معقمات التربة، وترشيد استخدام المبيدات، ومكافحة الحشرات الضارة خصوصًا مع اقتراب موسم الحصاد.
ويبين المزارع الفلسطيني إلى أن الاستفادة المادية تمثلت في التخلص من بركة النايلون القديمة التي كانت تسرب المياه، وتحتاج إلى صيانة مكلفة كل عام، والاعتماد على بركة الجلد (الجيوممبرين) التي حصل عليها من جمعية الإغاثة الزراعية كدعم لإنجاح وتطوير زراعته.
ويشير إلى أن البركة الجلدية (بركة الجيوممبرين) التي بلغت كلفتها حوالي 3 ألاف دولار أمريكي، وجاءت كدعم من الإغاثة الزراعية من خلال الديكوني، ومكنته من تنويع المحاصيل في أرضة وزيادة الإنتاجية والربحية.
استطاع حسن في موسم واحد خلال الشتاء الماضي من تجميع 200 كوب من مياه الأمطار في البركة الجديدة، وقام بخلطها مع مياه البئر، واستخدامها في ري زراعته؛ ما ساهم في تخفيض فاتورة الإنفاق على المياه.
ومثل معظم المزارعين في قطاع غزة، يقوم حسن بتسويق ثمار حصاده لتجار الجملة والسوق المحلي، وفي حال وجدت فرص التصدير إلى الضفة الغربية أو الأسواق العربية يتحصل على مردود جيد يعينه على توفير بعض احتياجات زراعته في الموسم التالي.
يتطلع حسن إلى الحصول على جهاز تكسير الملوحة، وتركيب طاقة شمسية في حقله من أجل الاستفادة من كل متر من الأرض، خصوصًا في زراعة الشمام والخيار، وهو حلم بات تحقيقه أمرًا ممكنًا بفعل الخدمات والدعم اللذين وفرتهما الإغاثة الزراعية مثلما يقول الرجل.